النظام السحابي هو مصطلح شائع بين المطلعين على بالتكنولوجيا والابتكار، ولكن يجب أن تكون شريحة أكبر من الناس على دراية بهذا التقدم التكنولوجي العظيم الذي سيغير عالمنا بشكل جذري
منذ اختراع أول جهاز كمبيوتر في عام 1943، ظهرت معه مشكلة، وهي كيف يمكننا تخزين البيانات التي يستخدمها هذا الكمبيوتر؟ كانت الإجابة الأولى منطقية، إما يتم التخزين في الكمبيوتر نفسه أو في مساحات خارجية أو أقراص، وبما أن التكنولوجيا لم تكن متقدمة بما فيه الكفاية وكان التخزين غير فعال ومكلف، ولكن مع مرور الوقت أصبح التقنية أقل تكلفة وأكثر كفاءة، مما جعل أجهزة الكمبيوتر في متناول اليد، وأصبحت ضرورة لجميع الأفراد والشركات
ومع ذلك، لا تزال مسألة التخزين موجودة لأن تقدم التكنولوجيا زادت حاجة الناس لمزيد من المساحات الرقمية، ولكن في الوقت نفسه، كانت هناك تقنية أخرى يتم تطويرها واستخدامها لأول مرة في الستينيات، وكان يطلق عليها الحوسبة السحابية وهي شكل من أشكال تخزين بيانات الكمبيوتر حيث يتم تخزين البيانات الرقمية في مسافات بعيدة، يقال عليها "السحابة". يعتمد تلك المساحات للتخزين المادي على شبكات متعددة (في بعض الأحيان مواقع متعددة أيضا)، وعادة ما تكون تلك الشبكات والمساحات المادية مملوكة لشركة مضيفة تشغلها وتحافظ عليها. كان هذا التقدم التكنولوجي هو المفتاح المفقود لتسريع قدرتنا الحاسوبية بشكل كبير، ومن بعدها مستوى الإنتاجية لدينا.
ببساطة، يمكنك القول أن التخزين السحابي والحوسبة هما أساسًا جزء من شبكة الإنترنت استخدمت لتخزين البيانات وتشغيلها عن بُعد، ولكن كيف سيؤثر ذلك على تجربة المستخدم؟ إن وجود نظام قائم على السحابة يجعل العمل أسرع، ويسمح لكثير من الأشخاص بالوصول إلى المعلومات في نفس الوقت. ومن ناحية الأمان، إذا تعطلت أجهزتك ستظل قادرًا على الوصول إلى المعلومات في مكان آخر، والأهم من ذلك أنه يسمح لك بالتخلص من أشياء مثل الملفات الورقية وأجهزة التخزين المتنقلة التي تستهلك المساحة والمال.
لذلك، يمكننا أن نقول أن وجود نظام قائم على السحابة ليس مجرد ضرورة في عالمنا الحالي، بل هو الخطوة المنطقية الوحيدة في التقدم التكنولوجي، و أن الأنظمة السحابية هي نقطة التحول في التكنولوجيا التي ستغير عالم الحوسبة كما نعرفه.